إبراهيم برّو ﻟ “دل نامه”: التكتل الحقيقي داخل المجلس الوطني الكردي بدأ منذ إعلان اتفاقية هولير

إبراهيم برّو ﻟ “دل نامه”: التكتل الحقيقي داخل المجلس الوطني الكردي بدأ منذ إعلان اتفاقية هولير

حوار مع الأستاذ إبراهيم برّو
“سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا”
(سكرتير الشارع والشباب)

اجرى الحوار : عمر كالو

نبذة عن حياة الأستاذ إبراهيم برّو:
ولد الأستاذ إبراهيم برّو في منطقة عامودا سنة 1965 م في سوريا, أنهى مراحل تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مدينة عامودا, أنهى تعليمه العالي في المعهد المتوسط للخطوط الحديدية في حلب 1985م, عمل كموظف في مؤسسة الخطوط الحديدية السورية منذ سنة 1986م إلى أن اتخذ بحقه إجراء الفصل من الوظيفة سنة 2009 بسبب عمله السياسي, ومقيم حالياً في مدينة قامشلو في سوريا.
انتسب إبراهيم برّو إلى صفوف الحزب الشغيلة الكردي في سوريا سنة 1982م, انتخب عضواً للجنة المركزية لحزب يكيتي الكردي في سوريا من المؤتمر الثالث سنة 2000م, وانتخب عضواً في المكتب السياسي من المؤتمر الخامس سنة 2006م, وفي يوم 30-3-2013 انتخب من المؤتمر السابع سكرتيراً لحزب يكيتي الكردي في سوريا.
خلال مسيرته السياسية تعرّض إبراهيم برّو للملاحقة والاعتقال لأكثر من مرّة, المرّة الأولى كانت في سنة 1993م من قبل الأمن العسكري لعدة أيام وتم تعذيبه بشكل وحشي وتم رميه ليلاً في شوارع مدينة عامودا في غيبوبة تامة وآثار التعذيب موجودة على كامل جسده, ومنذ ذلك الحين تعرض عشرات المرات إلى الاستجوابات الأمنية إلى أن تم اعتقاله سنة 2009م من قبل أمن الدولة وحكم عليه ثمانية
أشهر من قبل المحكمة العسكرية, و في بداية الثورة تم اعتقاله من قبل الأمن العسكري على خلفية أول مظاهرة في مدينة قامشلو, وآخرها كانت أثناء عودته من مؤتمر الجالية الكردية في هولير على الحدود السورية مع إقليم كردستان العراق من قبل حرس الحدود بتاريخ 6-2-2012 ولغاية 28-3-2012.
شارك الأستاذ إبراهيم برّو في المؤتمر الوطني الكردي في سوريا ضمن أعضاء حزبه بتاريخ 26-10-2011, وبعدها تمّ انتخابه من قيادة حزبه كعضو في الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي في سوريا, كما وانتخب كأحد ممثلي المجلس الوطني الكردي من الهيئة التنفيذية إلى مؤتمر الجالية الكردية في الخارج الذي انعقد بتاريخ 28-1-2012 في هولير عاصمة إقليم كردستان العراق,و بعد أن تمّ انتخابه سكرتيراً لحزبه أصبح عضواً في مكتب الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا.
بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع لحزب يكيتي الكردي في سوريا بتاريخ 29-3-2013 وانتخاب الأستاذ إبراهيم برّو سكرتيراً لحزبه, كان لصحيفة ” دل نامه - Dilname ” هذا الحوار الخاص معه:
* * * * *

عمر كالو: في البداية أهنئكم على الفوز بثقة أعضاء المؤتمر السابع لحزبكم يكيتي الكردي في سوريا وتوليكم أعلى منصب في الحزب. ماذا يعني لكم منصب سكرتير الحزب وماذا تودون تقديمه من خلاله؟.
إبراهيم برّو: منصب سكرتير الحزب في حزب يكيتي لا تتجاوز صلاحياته صلاحيات أعضاء اللجنة السياسية, رغم ذلك أن تكون الشخص الأول يعني مسؤولية كبيرة و خاصةً في هذه الظروف الصعبة, و إنّ اختياري من قبل أعضاء الحزب لهذا المنصب يضعني أمام مسؤولية كبيرة في داخل الحزب و خارجه.
على الصعيد الداخلي سوف التزم بجميع مقررات المؤتمر بروح جماعية بعيدا عن التفرد, و بمشاركة جميع أعضاء قيادة الحزب و منظماته و مكاتبه للوصول إلى حزب مؤسساتي جماهيري.
أما بالنسبة للعلاقات السياسية سوف نعمل على ضوء توجهات الحزب, وبالنسبة لتفعيل دور المجلس الوطني الكردي و إعادة التوازن إلى الهيئة الكردية العليا من خلال تنفيذ قرارات المجلس الوطني الكردي و بنود اتفاقية هولير نصا و روحا.

عمر كالو: الشباب الكردي الثائر غير راض من أغلب قيادات الحركة الكردية في سوريا, يلاحظ في منطقة الجزيرة بأنّ هناك تقدير واحترام لشخصية إبراهيم برّو, ما هو سر الذي يربطكم بالشباب والشارع؟ وهل كان لذلك تأثيراً على نجاحكم في انتخابات منصب السكرتير؟.
إبراهيم برّو: علاقتي مع الشباب الكردي يعود إلى انتفاضة آذار وإيمانا منّا بأنّ قوة الشباب هي الوحيدة القادرة على مواكبة هذه المرحلة الصعبة, و كنت دائما و بمشاركة قيادة و قواعد حزبنا في الصفوف الأمامية منذ عشر سنوات مضت, تعرضنا للضرب والإهانات و الاعتقالات من قبل الأجهزة الأمنية و كان لذلك تأثيراً ايجابياً في اختياري كسكرتير للحزب.

عمر كالو: على الصعيد السياسي, ما الجديد وما هي أهم مقررات المؤتمر السابع لحزبكم يكيتي في الجانبين “القومي الكردي والوطني السوري”؟.
إبراهيم برّو: منذ مؤتمرنا الثالث سنة 2000 بدأنا بتطوير برنامجنا السياسي تجاه حل القضية الكردية كقضية أرض و شعب يعيش على أرضه التاريخية كردستان, وتدرجنا خلال مؤتمراتنا السابقة بمطالبة الإدارة الذاتية و من ثم الحكم الذاتي ومنذ بداية الثورة تم التعديل على برنامجنا السياسي في اجتماعات موسعة بالمطالبة بالصيغة الفيدرالية إلى أن أصبحت هذه الصيغة موقفاً سياسياً موحداً لدى المجلس الوطني الكردي و مجلس غربي كردستان و بذلك يكون البرنامج السياسي لحزبنا هو البرنامج الأول بين الأحزاب الكردية الذي يتبنى صيغة الدولة الاتحادية الفيدرالية كمشروع سياسي متكامل رغم تعرضنا خلال السنوات الماضية للمضايقات سواء من قبل النظام أو انتقادات الأحزاب الكردية على خلفية المشروع السياسي المتجدد.
أما على الصعيد الوطني السوري: تمّ التأكيد على التواصل المباشر و السريع مع القوى المعارضة السورية على أساس الشراكة الحقيقية و الضمانة الدستورية لحقوق الشعب الكردي في دولة لا مركزية .

عمر كالو: على الصعيد التنظيمي والميداني, هل هناك جديد في الهيكلية التنظيمية لحزبكم وهل هناك مشاريع عمل ميدانية جديدة تمّ إقرارها من المؤتمر؟.
إبراهيم برّو: على الصعيد التنظيمي تم التأكيد على العمل المؤسساتي من خلال تفعيل المكاتب التخصصية و إعطاء صلاحيات لمنظمات الحزب في الداخل و الخارج للقيام بعملها, أما بالنسبة لمشاريع العمل الميدانية كان هناك انتقادات كثيرة على قيادة الحزب بأن الأطر الكردية أضعفت من قدرتنا النضالية لأنه أعتقل العشرات من رفاق حزبنا في سنوات ما قبل الثورة و طرد العشرات من الوظائف بسبب نشاطاتهم الميدانية, إلاّ أنّ تمسكنا بالعمل الجماعي في مرحلة الثورة أدى إلى تراجع في أداء حزبنا على الصعيد الميداني رغم أن عدد معتقلي حزبنا في شهري نيسان و أيار 2011 بلغ حوالي 100 عضو على خلفية النشاطات.

عمر كالو: ولد الاتحاد السياسي الكردي – سوريا كبقية الأطر السياسية الكردية التي تأسست في السابق, وعلى أرض الواقع لم يلعب أيّ دور ايجابي حتى الآن, ماذا كان رأي مؤتمركم في هذا الصدد؟.
إبراهيم برّو: التوجه نحو الاتحاد السياسي هو هدف استراتيجي للوصول إلى حزب مؤسساتي جماهيري لكن تقييم المؤتمر للمرحلة السابقة من عمر الاتحاد السياسي بأنّه لم يتم تفعيل هذا الاتحاد على جميع المستويات السياسية و الإعلامية و الميدانية, لذلك أكد المؤتمر على أن يتم تفعيل الاتحاد السياسي للوصول إلى الوحدة الاندماجية من خلال توفير كافة المستلزمات و على أساس الشراكة و المساواة الحقيقية بين أطراف الاتحاد.

عمر كالو: ما هو تقييم مؤتمر حزبكم لدور المجلس الوطني الكردي وحول أسباب تعطيله, وبرأيكم هل ما زال هناك أمل في تفعيل دور المجلس الوطني الكردي في سوريا؟.
إبراهيم برّو: من الناحية السياسية يعتبر المجلس الوطني الكردي من أهم الأطر الكردية التي تعبر عن توحيد الصف الكردي, أما من الناحية العملية تعتبر جميع لجان المجلس معطلة بسبب الأنانية الحزبية من جهة و ضعف أداء أغلب أحزاب المجلس من ناحية القيام بمهامها.
أمّا تفعيل دور المجلس يتطلب من الأحزاب و المستقلين و التنسيقيات الالتزام بقرارات المجلس.

عمر كالو: ماذا كان تقييم مؤتمر حزبكم لعمل الهيئة الكردية العليا واللجان المنبثقة عنها, وهل أنتم راضون عن أداء الهيئة الكردية العليا وما هي رؤيتكم لمستقبلها؟.
إبراهيم برّو: الهيئة الكردية العليا كانت انجازاً كبيراً للعمل المشترك و وسيلة للابتعاد عن أي شكل من أشكال المواجهة الكردية – الكردية, لكن للأسف يتم استغلال الهيئة من قبل الأخوة في مجلس الشعب لغرب كردستان في اتخاذ قرارات فردية دون الرجوع إلى الشركاء في المجلس الوطني الكردي.
رؤيتنا لمستقبل الهيئة هي أن يتم الالتزام باتفاقية هولير نصاً و روحاً و بجميع بنودها وعلى كافة المستويات.

عمر كالو: يقال بأنّ هناك خلاف حول انتخاب أعضاء الجدد للهيئة الكردية العليا من قبل المجلس الوطني الكردي في سوريا, ما هي الحقيقة ولماذا لم تنتخب أمانة المجلس الكردي رئيساً لها حتى الآن بعد المؤتمر الثاني للمجلس؟.
إبراهيم برّو: منذ تأسيس المجلس الوطني الكردي يعتمد مبدأ الانتخاب في اختيار أعضاء جميع لجان المجلس و في الجلسة الأخيرة للمجلس الوطني الكردي تم انتخاب ثلاثة أعضاء للهيئة الكردية العليا من أحزاب الاتحاد السياسي, تحجج ثمانية أحزاب من أحزاب المجلس بأن هناك تكتل بين أحزاب الاتحاد السياسي و المستقلين و الشباب و المرأة علماً أنّ التكتل الحقيقي داخل المجلس بدأ منذ إعلان اتفاقية هولير في شهر تموز 2012 عند إصدار اثني عشر حزباً بياناً وأعلنوا من خلاله بانّ أعضاء الهيئة الكردية العليا لا يمثلونهم.
أما بالنسبة لعدم انتخاب الأمانة العامة للمجلس رئيساً لها, فإنّ التكتل الحاصل بين مجموعة من الأحزاب داخل المجلس و انقطاعهم عن اجتماعات الأمانة العامة احتجاجاً على نتائج الانتخابات في اجتماع المجلس الأخير كان السبب في عدم انتخاب أمانة المجلس رئيساً لها.

عمر كالو: بعد عامين من الثورة السورية وحتى اليوم لا توجد صيغة تفاهم عمل مشترك و رؤية سياسية مشتركة بين الكرد والأطر المعارضة السورية, في رأيكم ما هي الأسباب والمعوقات وإلى متى ستستمر القطيعة بهذا الشكل ومن الرابح ومن الخاسر من وضع الراهن؟.
إبراهيم برّو: المعارضة السورية منذ بداية الثورة و حتى تاريخه لم تعط تصوراً واضحاً لحل القضية الكردية كما أنها تختلف كثيرا فيما بينها و بتصوري أن أفضل الحلول لديهم هو حق المواطنة في سوريا مركزية بالإضافة إلى ضعف أداء المحاور الكردي في المرحلة الماضية.
لا شك أن تقوية العلاقة مع أطر المعارضة السورية ستكون لمصلحة الشعب الكردي شريطة ضمان الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي و حقوقه القومية في دولة اتحادية.

عمر كالو: عن الثورة السورية, بعد كل هذا الثمن الباهظ من الأرواح والمهجرين والمعتقلين والمفقودين وتخريب البنية التحتية لسوريا, في رأيكم إلى أين يتجه مسار الثورة وأين موقع الكرد فيها؟.
إبراهيم برّو: إن تجاهل المجتمع الدولي لمصير الشعب السوري و التدخلات الإقليمية في شؤون المعارضة و دموية النظام الدكتاتوري يجعل من مسار الثورة السورية باتجاه المجهول المرعب و نحو دولة فاشلة و صراع طويل بين مكونات المجتمع السوري و التي لا تخدم سوى أجندات إقليمية و دولية بعيدة عن مصلحة الشعب السوري.
و كان للكرد دوراً بارزاً في الثورة السورية منذ بدايتها ولا يمكن تجاهل دور الكرد في مستقبل سوريا و خاصةً إذا تمكننا من تجاوز خلافاتنا الداخلية.

عمر كالو: الأستاذ إبراهيم برّو سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا, بعد شكري الجزيل وبدون سؤال محدد, ما هي كلمتكم الأخيرة؟.
إبراهيم برّو: أشكركم الأستاذ عمر كالو و أشكر موقعكم على إتاحة هذه الفرصة, كما أتمنى أن يبتعد الجميع عن الأنانية الحزبية و يتجهوا بجدية نحو العمل الجماعي الذي يخدم قضية الشعب الكردي.

حوار خاص – صحيفة دل نامه

14-4-2013
1